فصل: عتيق بن قيس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


عتبة بن أبي وقاص

‏"‏د ع‏"‏ عتبة بن أبي وقاص -واسم أبي وقاص‏:‏ مالك- وقد تقدم نسبه عند ذكر أخيه ‏"‏سعد‏"‏‏.‏

ذُكر في الصحابة، عهد إلى سعد أخيه أن ابن وليدة زمعة سنه‏.‏ رواه الزهري، عن عروة، عن عائشة‏.‏

قاله ابن منده، وقال أبو نعيم‏:‏ ذكره بعض المتأخرين في الصحابة، واحتج بحديث الزهري أن سعداً عهد ‏"‏إليه أخوه‏"‏ بابن وليدة زمعة أنه ابنه‏.‏

قال‏:‏ وعتبة هو الذي شج وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسر رباعيته يوم أحد، وما علمت له إسلامه، ولم يذكره أحد من المتقدمين في الصحابة، قيل‏:‏ إنه مات كافراً‏.‏

وروى عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم‏:‏ أن عتبة كسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليه، فقال‏:‏ ‏"‏ اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت كافراً‏"‏، فما حال عليه الحول حتى مات كافراً‏.‏

هذا كلامه، وقد قال الزبير بن بكار‏:‏ عتب بن ‏"‏أبي‏"‏ وقاص كان أصاب دماً في قريش، فانتقل إلى المدينة قبل الهجرة، فاتخذ بها منزلاً ومالاً ومات في الإسلام، وأوصى إلى سعد بن أبي وقاص، وأمه هند بنت وهب بن الحارث بن زهرة‏.‏

عتبة

‏"‏س‏"‏ عتبة، آخر‏.‏

أورده ابن شاهين، وفرق بينه وبين غيره‏.‏ ومن حديثه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيف أول شأنك? قال‏:‏ ‏"‏كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر‏"‏‏.‏ وذكر الحديث‏.‏

 أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

عتريس بن عرقوب

‏"‏د ع‏"‏ عتريس بن عرقوب‏.‏

ذكر فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عنه طارق بن شهاب، وهو من أصحاب ابن مسعود‏.‏ ولا تصح له صحبة‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عتيبة البلوي

‏"‏ع س‏"‏ عتيبة، البلوي نسباً، ثم الأنصاري حلفاً‏.‏

روى الحسن عن ابنٍ لأبي ثعلبة، عن أبيه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فقام رجل خلفه فقال‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، عملت سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏من صاحب الكلام?‏"‏ فقال الرجل‏:‏ أنا يا رسول الله -وهو رجل من بلي، ثم من الأنصار، يقال له‏:‏ عتيبة‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفس محمد بيده ما خرج آخرها من فيك حتى رايت أحد عشر ملكاً يبتدرونها، أيهم يكتبها‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى وأبو نعيم‏.‏

عتير البدري

عتير البدري‏.‏

له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى عنه سليمان بن عبد الرحمن الأزدي‏.‏

قاله المستغفري‏:‏ عُثير، بثاء معجمة بثلاث‏.‏ وقاله ابن ماكولا‏:‏ بضم العين، وفتح التاء فوقها نقطتان ، ثم بالياء تحتها نقطتان، وآخره راء‏.‏ ولا أدري أهو عتير العذري الذي نذكره أم غيره‏.‏

عتير العذري

‏"‏س‏"‏ عتبر العذري‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ استدركه أبو زكرياء على جده، وقد ذكره جده فقال‏:‏ ‏"‏عسّ‏"‏ بالسين، وقيل فيه كلاهما، وقاله البرذعي بالشين المعجمة، وكذلك عثامة بن قيس قيل فيه‏:‏ عسامة‏.‏

أخرجه أبو موسى، وقد ذكره أبو أحمد بالتاء المثلثة، وروى له حديث‏:‏ ‏"‏إذا زفت المرأة‏"‏ كأنه رآهما واحداً‏.‏

عتيق بن قيس

‏"‏س‏"‏ عتيق بن قيس‏.‏

ذكرناه في ترجمة ابنه الحارث‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عتيقة بن الحارث

‏"‏س‏"‏ عَتِيقة بن الحارث الأنصاري‏.‏

روى مكحول، عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ ‏"‏بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل عتيقة بن الحارث، فقال‏:‏ قد أصبت خلوة، فأحب أن أسألك? قال‏:‏ ‏"‏سل عما شئت‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله، ما لمن تقلد سيفاً في سبيل الله? قال‏:‏ ‏"‏يكون له وشاحاً من أوشحة الجنة من درّ وياقوت وزبرجد‏"‏ قال‏:‏ يا رسول الله، ما لمن اعتقل رمحاً في سبيل الله عز وجل? قال‏:‏ ‏"‏يكون له علماً يوم القيامة يعرف به‏"‏ قال‏:‏ يا رسول الله، ما لمن تنكّب قوساً في سبيل الله عز وجل قال‏:‏ ‏"‏يكون له رداء أخضر من أردية الجنة ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏"‏وذكر حديثاً طويلاً في فضل الجهاد في سبيل الله عز وجل‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عتيقة

‏"‏د‏"‏ عتيقة، روى عنه عبد الله بن صفوان، ولم يصح حديثه‏.‏ ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثاً‏.‏

أخرجه ابن منده مختصراً، والله أعلم‏.‏

عتيك بن التيهان

‏"‏ب د ع‏"‏ عتيك بن التيهان، أخو أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري الأوسي الأشهلي‏.‏

قاله ابن منده، وقال أبو نعيم‏:‏ ذكره بعض المتأخرين عتيكاً، وفي نسختي ‏"‏عتيد‏"‏، بالدال، عن الزهري وابن إسحاق‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ عتيك بن التيهان‏:‏ ويقال‏:‏ عبيد، قال‏:‏ وقد ذكرنا من قال ذلك في باب عبيد، شهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً‏.‏ وقيل‏:‏ بل قتل بصفين‏.‏

قال ابن هشام‏:‏ يقال‏:‏ التيهان والتّيهان، بالتخفيف والتشديد‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عتيك بن قيس

‏"‏س‏"‏ عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك‏.‏

ذكره ابن شاهين‏.‏ روى عنه ابنه جابر بن عتيك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله‏.‏ ومن الخيلاء ما يحب الله، ومنه ما يبغض الله‏.‏ فالغيرة التي يحبها الله الغيرة التي في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله الغيرة في غير الريبة، والخيلاء الذي يحب الله الرجل يختال بنفسه عند القتال، والخيلاء الذي يبغض الله الخيلاء في البغي والفجور‏"‏‏.‏

ورواه غير واحد، عن ابن جابر بن عتيك، عن أبيه‏.‏ وهو الأصح‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

باب العين والثاء

عثامة بن قيس

‏"‏ب د ع‏"‏ عثامة بن قيس -وقيل عسامة‏.‏

روى أبو بشر عن عثامة بن قيس الأزدي عن عبد الله بن سفيان الأزدي، وكلاهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من رجل يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار مائة عام‏"‏‏.‏

قال عبد الله بن سفيان‏:‏ إنما أحدثكم بما سمعت‏.‏

 وروى عنه بلال بن أبي بلال فقال‏:‏ عثامة بن قيس البجلي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نحن أحق بالشك من إبراهيم، ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثم بن الربعة

‏"‏ب‏"‏ عثم بن الربعة الجهني‏.‏

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه عبد العزى، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

عثمان بن الأرقم

‏"‏س‏"‏ عثمان بن الأرقم المخزومي‏.‏

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء إذناً بإسناده عن أحمد بن عمرو بن الضحاك قال‏:‏ حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني عطاف بن خالد المخزومي، حدثنا عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده عثمان بن الأرقم قال‏:‏ ‏"‏جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي‏:‏ ‏"‏أين تريد‏"‏? قلت‏:‏ أريد بيت المقدس‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏هل مخرجك إليه التجارة‏"‏? قلت‏:‏ لا، ولكني أردت الصلاة فيه يا رسول الله‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏صلاة في هذا المسجد خير من ألف صلاة ثم‏"‏‏.‏ يريد بيت المقدس‏!‏‏.‏

رواه ابن عفير، عن عطاف بن خالد المخزومي، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم‏.‏

وروى ابن أبي عاصم أيضاً حديثاً فقال‏:‏ عن عبد الله بن عثمان، عن جده الأرقم‏.‏

أخبرنا به يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال‏:‏ حدثنا محمد بن عوف، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عطاف بن خالد، قال‏:‏ حدثني عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم وكان بدرياً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في داره عنه الصفا‏.‏

وقد تقدم في ترجمة الأرقم ما يقوي هذا، وهو الصواب‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

عثمان بن الأزرق

‏"‏س ع‏"‏ عثمان بن الأزرق‏.‏

روى هشان بن زياد، عن عمار بن سعد قال‏:‏ دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب، فقصر وقعد في المسجد، فقلنا‏:‏ يرحمك الله‏!‏ لو وصلت إلينا فكان أوفق بك? فقال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من تخطى رقاب الناس بعد خروج الإمام -أو‏:‏ فرق بين اثنين- كان كجار قصبه في النار‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عثمان بن حنيف

‏"‏ب د ع‏"‏ عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي‏.‏ تقدم نسبه عند ذكر أخيه سهل بن حنيف‏.‏ يكنى عثمان‏:‏ أبا عمرو‏.‏ وقيل‏:‏ أبو عبد الله‏.‏

شهد أحداً والمشاهد بعدها‏.‏ واستعمله عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على مساحة سواد العراق، فمسحه عامره وغامره، فمسحه وقسط خراجه‏.‏ واستعمله علي، رضي الله عنه، على البصرة فبقي عليها إلى أن قدمها طلحة والزبير مع عائشة رضي الله عنهم في نوبة وقعة الجمل، فأخرجوه منها‏.‏ ثم قدم علي إليها فكانت وقعة الجمل، فلما ظفر بهم علي استعمل على البصرة عبد الله بن عباس‏.‏

وسكن عثمان بن حنيف الكوفة، وبقي إلى زمان معاوية‏.‏

روى عنه أبو إمامة ابن أخيه سهل بن حنيف، وابنه عبد الرحمن بن عثمان، وهانئ بن معاوية الصدفي‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال‏:‏ حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف‏:‏ أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ادع الله أن يعافيني‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ادعه‏!‏ قال‏:‏ فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي، اللهم فشفعه في‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثمان بن ربيعة الجمحي

‏"‏ب‏"‏ عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي‏.‏

كان من مهاجرة الحبشة، قاله ابن إسحاق وحده‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ ابنه ‏"‏نبيه بن عثمان‏"‏ هو الذي هاجر إلى الحبشة‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عثمان بن شماس

‏"‏د ع‏"‏ عثمان بن شماس بن لبيد المخزومي‏.‏

مهاجري، شهد بدراً، وقتل يوم أحد‏.‏ قاله ابن منده، ورواه عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في ذكر الهجرة‏:‏ ثم خرج مصعب بن عمير، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن شماس بن الشريد، وجماعة سماهم‏.‏

وروى ابن منده، عن ابن عباس‏:‏ أن عثمان بن شماس بن لبيد ممن أنزل الله، عز وجل فيه، وذكره في كتابه‏.‏

كذا قال ابن منده في الترجمة‏:‏ ‏"‏شماس بن لبيد‏"‏، والذي رواه هو عن ابن إسحاق‏:‏ شماس بن الشريد‏.‏

 قال أبو نعيم‏:‏ وهذا وهم فاحش، فإنه شماس بن عثمان بن الشريد كذا ذكره ابن بكير عن ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد، من بني مخزوم‏.‏ وقد تقدم في شماس‏.‏ وقد ذكره الزبير بن بكار فقال‏:‏ فولد عامر بن مخزوم هرمي بن عامر، فولد هرمي بن عامر‏:‏ الشريد، وولد الشريد بن هرمي‏:‏ عثمان بن الشريد، وولد عثمان بن الشريد‏:‏ عثمان بن عثمان -وهو الشماس- كان من أحسن الناس وجهاً، وهو من المهاجرين، قتل يوم أحد شهيداً، وكان يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عثمان بن أبي طلحة

‏"‏ب د ع‏"‏ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري الحجبي‏.‏ أمه أم سعيد من بني عمرو بن عوف، قتل أبوه طلحة وعمه عثمان بن أبي طلحة جميعاً يوم أحد كافرين، قتل حمزة عثمان، وقتل علي طلحة مبارزة، وقتل يوم أحد منهم أيضاً مسافع، والجلاس، والحارث، وكلاب بنو طلحة، كلهم إخوة عثمان بن طلحة، قتلوا كفاراً‏.‏ قتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح‏:‏ مسافعاً‏.‏ والجلاس، وقتل الزبير‏:‏ كلاباً، وقتل قزمان‏:‏ الحارث‏.‏

وهاجر عثمان بن طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية مع خالد بن الوليد، فلقيا عمرو بن العاص قد أتى من عند النجاشي يريد الهجرة، فاصطحبوا حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم‏:‏ ‏"‏ألقت إليكم مكة أفلاذ كبدها -يعني أنهم وجوه أهل مكة-‏"‏‏.‏ وأقام مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وشهد معه فتح مكة، ودفع إليه مفتاح الكعبة يوم الفتح وإلى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وقال‏:‏ خذوها خالدة تالدة ولا ينزعها منكم إلا ظالم‏.‏

وأقام عثمان بالمدينة، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل إلى مكة، فأقام بها حتى مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل‏:‏ إنه استشهد يوم أجنادين‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وحسن بن موسى قالا‏:‏ حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عثمان بن طلحة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين -وجاهك بين السارتين‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثمان بن أبي العاص

‏"‏ب د ع‏"‏ عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان -وقيل‏:‏ عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن سيار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف الثقفي، يكنى أبا عبد الله‏.‏

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فأسلم، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف‏.‏

أخبرنا عبيد الله أن أحمد بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق -وذكر قصة وفد ثقيف- قال‏:‏ ‏"‏فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم، أمّر عليهم عثمان بن ابي العاص -وكان من أحدثهم سناً، وذلك أنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن- فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله، إني قد رأيت هذا الغلام أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن‏.‏

قال‏:‏ و حدثنا يونس بن إسحاق قال‏:‏ حدثني سعيد بن أبي هند، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص قال‏:‏ كان من آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى ثقيف قال‏:‏ يا عثمان، تجوز في الصلاة، واقدر الناس بأضعفهم، فإن فيهم الكبير والضعيف، وذا الحاجة، والصغير‏.‏

ولم يزل عثمان على الطائف حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلافة أبي بكر، وسنتين من خلافة عمر‏.‏ واستعمله عمر سنة خمس عشرة على عمان والبحرين، فسار إلى عمان ووجه أخاه الحكم إلى البحرين، وسار هو إلى توج فافتتحها ومصرها وقتل ملكها ‏"‏شهرك‏"‏ سنة إحدى وعشرين، وكان يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان، يغزو صيفاً ويشتو بتوج‏.‏ وهو الذي منع أهل الطائف من الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأطاعوه، ثم سكن البصرة‏.‏

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه من أهلها ومن أهل المدينة‏.‏

روى عنه الحسن البصري فأكثر، وقيل‏:‏ لم يسمع عنه‏.‏

أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن الملاعب الأنماطي، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي المروزي -يعرف بابن الطبري- حدثنا أبو العباس أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم المروزي العبدي، حدثنا جدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم، حدثنا الهيثم بن عدي، حدثنا هشام بن حسان القردوسي، حدثنا لقيط بن عبد الله قال‏:‏ ‏"‏مر عثمان بن أبي العاص بكلاب بن أمية بن الأسكر وهو بالأبله فقال‏:‏ ما يحبسك ها هنا? قال‏:‏ على هذه القرية -قال عثمان‏:‏ أعشار? قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إذا انتصف الليل أمر الله تعالى منادياً ينادي‏:‏ هل من مستغفر فأغفر له? هل من داع فأجيبه? هل من سائل فأعطيه? فما ترد دعوة داع إلا زانية بفرجها، أو عشار‏"‏‏.‏

ولعثمان عقب أشراف‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثمان بن عامر القرشي

‏"‏ب د ع‏"‏ عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، أبو قحافة القرشي التيمي‏.‏ والد أبي بكر الصديق، أمه آمنة بنت عبد العزى بن حرثان بن عبيد بن عدي بن كعب، قاله الزبير بن بكار‏.‏

أسلم يوم فتح مكة، وأتى به أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن هشام، عن محمد بن سيرين قال‏:‏ سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلمن فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيراً، ولكن أبو بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال‏:‏ وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رحمة الله عليه ورضوانه‏:‏ ‏"‏لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه‏"‏‏.‏ تكرمة لأبي بكر، فأسلم ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏غيروهما وجنبوه السواد‏"‏‏.‏

وقال قتادة‏:‏ هو أول مخضوب في الإسلام، وعاش بعد ابنه أبي بكر، وورثه‏.‏ وهو أول من ورث خليفة في الإسلام، إلا أنه رد نصيبه من الميراث، وهو السدس، على ولد أبي بكر‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق‏:‏ حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن اسماء بنت أبي بكر قالت‏:‏ لما كان يوم الفتح نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا طوى، قال أبو قحافة لبنت له كانت من أصغر ولده‏:‏ أي بنية، أشرفي ‏"‏بي‏"‏ على أبي قبيس -وقد كف بصره- فأشرفت به عليه، فقال‏:‏ أي بنية، ماذا ترين? قالت‏:‏ أرى سواداً مجتمعاً، وأرى رجلاً يشتد بين ذلك السواد مقبلاً ومدبراً‏.‏ فقال‏:‏ تلك الخيل أي بنية، وذلك الرجل الوازع ثم‏.‏ قال‏:‏ ماذا ترين? قالت‏:‏ أرى السواد قد انتشر‏.‏ قال‏:‏ قد والله إذا دفعت الخيل، فأسرعي بي إلى بيتي‏.‏ فخرجت به سريعاً حتى إذا هبطت به إلى الأبطح لقيتها الخيل وفي عنقها طوق لها من ورق، فاقتطعه إنسان من عنقها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يمشي هو إليك يا رسول الله، فأجلسه بين يديه، ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال‏:‏ ‏"‏أسلم تسلم‏"‏‏.‏ فأسلم، ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال‏:‏ أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي‏.‏ فما أجابه أحد‏.‏ ثم قال الثانية‏:‏ أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي‏.‏ فما أجابه أحد‏.‏ فقال‏:‏ يا أخية، احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة في الناس لقليل‏.‏

وتوفي أبو قحافة سنة أربع عشرة، وله سبع وتسعون‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عثمان بن عبد الرحمن التيمي

‏"‏ب‏"‏ عثمان بن عبد الرحمن التيمي‏.‏

قال الحسن بن عثمان‏:‏ مات عثمان بن عبد الرحمن التيمي‏.‏ ويكنى‏:‏ أبا عبد الرحمن سنة أربع وسبعين، وله صحبة‏.‏

أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

عثمان بن عبد غنم القرشي

‏"‏ب‏"‏ عثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري‏.‏

كان قديم الإسلام، وهو من مهاجرة الحبشة في قول الجميع‏.‏ وقال هشام بن الكلبي‏:‏ هو عامر بن عبد غنم‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عثمان بن عبيد الله بن عثمان

‏"‏ب‏"‏ عثمان بن عبيد الله بن عثمان‏.‏

تقدم نسبه عند أخيه‏:‏ طلحة بن عبيد الله‏.‏ وهو قرشي من بني تيم، وأمه كريمة بنت موهب بن نمران، امرأة من كندة‏.‏

أسلم، وهاجر، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ لا أحفظ له رواية، ومن ولده محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله‏.‏ كان أعلم الناس بالنسب والمغازي، وقد روى عنه الحديث‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عثمان بن عبيد الله بن الهدير القرشي

‏"‏د ع‏"‏ عثمان بن عبيد الله بن الهدير بن عبد العزي بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي‏.‏

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عثمان بن عثمان الثقفي

‏"‏د‏"‏ عثمان بن عثمان الثقفي‏.‏

يعد في أهل حمص‏.‏

روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بسنة، ثم قال‏:‏ بشهر، ثم قال‏:‏ بيوم حتى قال‏:‏ قبل أن يغرغر‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده‏.‏

عثمان بن عثمان بن الشريد

‏"‏ب‏"‏ عثمان بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي‏.‏ وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس، أخت عتبة وشيبة ابني ربيعة‏.‏

كان من مهاجرة الحبشة، شهد بدراً وقتل يوم أحد، وهو المعروف بشماس‏.‏ وذلك ذكره ابن إسحاق، فقال‏:‏ الشماس بن عثمان‏.‏

وقال هشام بن الكلبي‏:‏ اسم شماس بن عثمان‏:‏ عثمان، وإنما سمي شماساً لأن بعض شمامسة النصارى قدم مكة في الجاهلية، وكان جميلاً‏.‏ فعجب الناس من جماله، فقال عتبة بن ربيعة وكان خاله‏:‏ أنا آتيكم بشماس أحسن منه، فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان فسمي شماساً من يومئذ، وغلب ذلك عليه‏.‏

وكذلك قال الزبير مثل قول ابن الكلبي‏:‏ عثمان ونسبه إلى الزهري‏.‏ وقد تقدم في شماس بن عثمان أيضاً‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

عثمان بن عفان

‏"‏ب د ع‏"‏ عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي‏.‏ يجتمع هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف‏.‏ يكنى‏:‏ أبا عبد الله،وقيل‏:‏ أبو عمرو وقيل‏:‏ كان يكنى أولاً بابنه عبد الله، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كني بابن عمرو‏.‏ وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فهو ابن عمة عبد الله بن عامر، وأم أروى‏:‏ البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وهو ذو النورين، وأمير المؤمنين‏.‏ أسلم في أول الإسلام، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، وكان يقول‏:‏ إني لرابع أربعة في الإسلام‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال‏:‏ فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه دعا إلى الله، عز و جل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رجلاً مألفاً لقومه محبباً سهلاً، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر‏.‏ وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه‏.‏ فأسلم على يديه، فيما بلغني الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله وذكر غيرهم فانطلقوا ومعهم أبو بكر حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام، فآمنوا، فأصبحوا مقرين بحق الإسلام‏.‏ فكان هؤلاء الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا وصدقوا‏.‏

ولما أسلم عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إلى أرض الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة‏.‏ ولما قدم إليها نزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت‏.‏ ولهذا كان حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله‏.‏

قال ابن إسحاق‏.‏

وتزوج بعد رقية أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو أن لنا ثالثة لزوجناك‏"‏‏.‏

 أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي قال‏:‏ أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور، حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن مردويه، حدثنا علي بن أحمد بن بسطام، أخبرنا سهل بن عثمان، حدثنا النضر بن منصور العنزي، حدثني أبو الجنوب عقبة بن علقمة، قال‏:‏ سمعت علي بن أبي طالب يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لو أن لي أربعين بنتاً زوجت عثمان واحدة بعد واحدة، حتى لا يبقى منهن واحدة‏"‏‏.‏

وولد لعثمان ولد من رقية اسمه عبد الله، فبلغ ست سنين، وتوفي سنة أربع من الهجرة‏.‏

ولم يشهد عثمان بدراً بنفسه، لأن زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مريضة على الموت، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم عندها، فأقام، وتوفيت يوم ورد الخبر بظفر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالمشركين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها‏.‏

وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة‏.‏

أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أبي نصر قال‏:‏ أخبرنا نصر بن أحمد أبو الخطاب إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أحمد بن طلحة بن هارون، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا علي بن عاصم، حدثني عثمان بن غياث، حدثني أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديقة بني أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديقة بني فلان، والباب علينا مغلق، إذا استفتح رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا عبد الله بن قيس، قم فافتح له الباب، وبشره بالجنة‏"‏‏.‏ فقمت ففتحت الباب، فإذا أنا بأبي بكر الصديق، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ودخل، فسلم وقعد، ثم أغلقت الباب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكت بعود في الأرض، فاستفتح آخر‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏يا عبد الله بن قينس، قم فافتح له الباب وبشره بالجنة‏"‏‏.‏ فقتم ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلمن فحمد الله، ودخل، فسلم وقعد‏.‏ وأغلقت الباب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكت بذلك العود في الأرض إذا استفتح الثالث الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا عبد الله بن قنيس، قم، فافتح الباب له، وبشره بالجنة على بلوى تكون‏"‏‏.‏ فقمت ففتحت الباب، فإذ أنا بعثمان بن عفان، فأخرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ الله المستعان وعليه التكلان‏.‏ ثم دخل فسلم وقعد‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق، أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا المعافي بن عمران، عن شعبة بن الحجاج، عن الحر بن الصياح قال‏:‏ سمعت عبيد الله بن الأخنس قال‏:‏ قدم سعيد بن زيد هو ابن عمرو بن نفيل فقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، والآخر لو شئت سميته، ثم سمى نفسه‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا المعافي بن عمران، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف عن أبي طالب، عن سعيد بن زيد أن رجلاً قال له‏:‏ أحببت علياً حباً لم أحبه شيئاً قط‏.‏ قال‏:‏ أحسنت، أحببت رجلاً من أهل الجنة قال‏:‏ وأبغضت عثمان بغضاً شيئاً قط‏!‏ قال‏:‏ أسأت، أبغضت رجلاً من أهل الجنة، ثم أنشأ يحدث قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير قال‏:‏ ‏"‏أثبت حراء، ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد‏"‏‏.‏

 أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي، أخبرنا أبو رشيد بن عبد الكريم بن أحمد بن منصور، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إبراهيم الأسدي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما هو كائن إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي، أخبرنا الحسن بن أحمد وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ح قال أبو نعيم‏:‏ وحدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قالا‏:‏ حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال‏:‏ صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل، فقال‏:‏ ‏"‏أثبت أحدٌ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو البركات الحسن نب محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان البنا بصنعاء، حدثنا إبراهيم بن أحمد اليمامي، حدثننا يزيد بن أبي حكيم، حدثنا سفيان البنا بصنعاء، حدثنا إبراهيم بن أحمد اليمامي، حدثنا يزيد بن أبي حكيم، حدثنا سفيان الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في هذه الآية‏:‏ ‏"‏ونزعنا ما في صدورهم من غل‏"‏، قال‏:‏ نزلت في عشرة‏:‏ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن مسعود‏.‏

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أخبرنا جدي أبو القاسم قال‏:‏ قرأت على أبي القاسم علي بن محمد المصيصي، أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبد الله الغساني، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر قالا‏:‏ حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال‏:‏ حدثنا أبو سهلة مولى عثمان قال‏:‏ قلت لعثمان يوم الدار‏:‏ قاتل يا أمير المؤمنين‏!‏ وقال عبد الله‏:‏ قاتل يا أمير المؤمنين‏!‏ قال‏:‏ لا، والله لا أقاتل، وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً، فأنا صائر إليه‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا هلال، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا أبو سفيان، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة الهلالي قال‏:‏ قلنا لعلي‏:‏ يا أمير المؤمنين، فحدثنا عن عثمان بن عفان، فقال‏:‏ ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، كان ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه، ضمن له بيتاً في الجنة‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن عبيد وإبراهيم بن محمد وغيرهما بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال‏:‏ حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيخ بن بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لكل نبي رفيق، ورفيقي يعني في الجنة عثمان‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا أبو زرعة، حدثننا الحسن بن بشر، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال‏:‏ لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة قال‏:‏ فبايع الناس، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم‏"‏‏.‏

 قال‏:‏ وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني‏:‏ أن خطباء قامت في الشام، فيهم رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له‏:‏ مرة بن كعب، فقال‏:‏ لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب، فقال‏:‏ هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه، فقلت‏:‏ هذا? قال‏:‏ نعم‏.‏

وروى نحو هذا عن بن عمر‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا العلاء بن عبد الجبار العطار، حدثنا الحارث بن عمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال‏:‏ كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي‏:‏ أبو بكر، وعمر، وعثمان‏.‏ فقيل‏:‏ في التفضيل، وقيل‏:‏ في الخلافة‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثني أبو قطن، حدثنا يونس، يعني ابن أبي إسحاق عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال‏:‏ أشرف عثمان من القصر وهو محصور، فقال‏:‏ أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله برجله، ثم قال‏:‏ اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، وأنا معه، فأنتشد له رجال، ثم قال‏:‏ أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة، قال‏:‏ هذه يدي وهذه يد عثمان، فبايع لي‏.‏ فأنتشد له رجال، قال‏:‏ أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من يوسع لنا هذا البيت في المسجد ببيت له في الجنة? فابتعته من مالي فوسعت به في المسجد‏.‏ فأنتشد له رجال، ثم قال‏:‏ وأنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة، قال‏:‏ من ينفق اليوم نفقة متقبلة? فجهزت نصف الجيش من مالي‏.‏فأنتشد له رجال‏.‏ قال‏:‏ وأنشد بالله من شهد رومة يباع‏.‏ ماؤها من ابن السبيل، فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل‏.‏ فأنتشد له رجال‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا القاسم يعني ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال‏:‏ دعا عثمان ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر، فقال‏:‏ إني سائلكم، وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول لله صل الله عليه وسلم كان يؤثر قريشاً على سائر الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش? فسكت القوم، فقال عثمان‏:‏ لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، فبعث إلى طلحة والزبير، فقال عثمان‏:‏ ألا أحدثكما عنه يعني عماراً أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيدي، نتمشى في البطحاء، حتى أتى على أبيه وأمه يعذبون، فقال أبو عمار‏:‏ يا رسول الله، الدهر هكذا? فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اصبر، ثم قال‏:‏ اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا أبي، حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص‏:‏ أن سعيد بن العاص أخبره‏:‏ أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه‏:‏ أن أبا بكر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان‏:‏ ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة‏:‏ اجمعي عليك ثيابك‏.‏ فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت‏.‏ قالت عائشة‏:‏ يا رسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر ولا عمر كما فزعت لعثمان? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلى الحاجة‏"‏ وقال الليث‏:‏ قال جماعة الناس‏:‏ ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة‏.‏